الاقتصاد المعرفي Knowledge Economy
بعد الانتقال من المجتمع الصناعي (الذي يعتمد على الأفراد القادرين على استخدام الأدوات والمعدات الصناعية) إلى المجتمع المعرفي (الذي يعتمد على الأفراد القادرين على إنتاج المعرفة واستخدامها وتوزيعها كعامل أساسي في نمو المجتمع وازدهاره). هذا الانتقال نجم عن توظيف ودمج أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (Information and Communication Tools/ICT) في جميع مناحي الحياة اليومية والعملية، وبناءً عليه أصبح إكساب الطلبة لمهارات القرن الحادي والعشرين أمرًا ضروريًا لإعداد جيل قادر على النجاح والمنافسة في سوق الاقتصاد المعرفي العالمي، لا بد أنكم تتساءلون ما المقصود بالاقتصاد المعرفي وما هي متغيرات الاقتصاد المعرفي وكيف أثرت على النظام التربوي؟ والأهم من ذلك كله ما هو دوركم في دعم الاقتصاد المعرفي؟
إذا أردتم معرفة إجابات هذه الأسئلة كل ما عليكم فعله هو قراءة هذا المقال.
مفهوم الاقتصاد المعرفي
قد يتساءل العديد منكم عن المقصود بالاقتصاد المعرفي، وعن علاقة كل من مصطلحي الاقتصاد بالمعرفة. لنسهل لكم الأمر، يمكن تعريف الاقتصاد المعرفي بأنه أحد أنواع الاقتصاد الذي يرتكز بشكل أساسي في نموه وازدهاره على كم المعرفة والمعلومات المتوفرة وعلى كيفية الوصول إليها والقدرة على الوصول إليها وكيفية استثمارها. ويمكن أن يعرّف أيضًا على أنه نظام اقتصادي يعتمد في الإنتاج والاستهلاك على مفهوم واحد فقط وهو رأس المال الفكري أو المعرفة والابتكار.
من التعريفات السابقة يمكننا القول أن الاقتصاد المعرفي يحتاج إلى وجود وتوظيف الأجهزة التقنية وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تساهم في الابتكار والتطور.
إذن، معادلة الاقتصاد المعرفي سهلة للغاية وهي:
الاقتصاد المعرفي= توظيف مصادر التعلم والتكنولوجيا + الاستثمار في رأس المال البشري وهم طلبتكم.
من هم عمال المعرفة؟
مصطلح العمال أو العمال الصناعيين من المصطلحات الشائعة والمتداولة جدًا. لكن، هل سمعتم من قبل بمصطلح عمال المعرفة؟
أدخل دركر (Drucker) مصطلح عمال المعرفة (Knowledge Workers) للدلالة على التحول الجذري الذي حدث في مختلف مجالات العمل، حيث يرى دركر (Drucker) أن ركيزة النجاح الآن ليست استخدام المهارات اليدوية بل التسلح بالمعرفة في فروع العلم والمعرفة المختلفة وتوظيفها.
ما هي أهم مواصفات عمال المعرفة؟
- يستطيعون التعامل مع الظروف الغامضة غير الواضحة.
- يحلون المشكلات المستجدة التي لم يواجهونها من قبل.
- يسعون للتعلم المستمر لتلبية حاجاتهم باستمرار.
- يتمتعون بدرجة عالية من الاستقلالية والمسؤولية والقدرة على إدارة الذات.
- يمتلكون الدافعية والشغف والقيادة والالتزام نحو عملهم.
هل تدرسّون بطريقة تؤدي إلى إكتساب طلبتكم لهذه المواصفات؟ سؤال بحاجة إلى وقفة للتفكير.
ما هي متغيرات الاقتصاد المعرفي وكيف أثرت على النظام التربوي؟
في عصر الاقتصاد المعرفي برزت مجموعة من العوامل والمتغيرات المختلفة التي ساهمت في إحداث تغييرات واسعة وتحديات جديدة في مختلف المجالات وانعكس هذا بكل تأكيد على النظام التربوي، ومن هذه المتغيرات الآتي:
العولمة
مصطلح جديد يدل على ظاهرة قديمة وهي “جعل العالم قرية صغيرة” بمعنى آخر دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد، ومن تأثيرات العولمة على النظام التربوي:
- ساعدت دول العالم على إيجاد قاعدة علمية تكنولوجية.
- ساعدت على تسهيل عمليات تبادل المعلومات والتعرف على الثقافات المختلفة.
- أوجدت فكرة الاستثمار في التعليم كمشروع اقتصادي مما عَزّز المنافسة ونوعية الخدمات التعليمية الُمقدَمة.
- ساهمت في عمليات التدريب والتأهيل بهدف رفع كفايات الأفراد لمواكبة متطلبات سوق العمل.
الخصخصة
الاعتماد الأكبر على مبادرات القطاع الخاص والمنافسة من أجل تحقيق أهداف التنمية والعدالة الاجتماعية، ومن تأثيرات الخصخصة على النظام التربوي:
- عملت على ترسيخ مبدأ التنافس في تقديم خدمات تربوية ضمن معايير محددة.
- ساهمت في تقديم خدمات تربوية ذات مستوى رفيع.
- عزّزت الغايات الربحية والمالية للمؤسسات التربوية.
الانفجار السكاني
الزيادة الكبيرة في أعداد السكان مقارنةً مع الموارد المتاحة، ومن تأثيرات الانفجار السكاني على النظام التربوي:
- التطوير المستمر للخطط التربوية المحلية لمواجهة تبعات الأعداد المتزايدة من الطلبة.
- تأهيل الأنظمة التعليمية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة.
- تغيير مخرجات الأنظمة التعليمية لمواكبة حاجات السوق.
ثورة المعلومات والاتصالات
إن الانتشار الواسع لأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة في جميع مجالات الحياة ساهم في تعزيز القدرة في الوصول إلى الكم الهائل من المعلومات، ومن تأثيرات ثورة المعلومات والاتصالات على النظام التربوي:
- تقديم المحتوى التعليمي من خلال توظيف إمكانات أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
- وضع المعلومات في متناول أيدي الجميع.
- تطوير استراتيجيات تعليم جديدة لتفعيل دور أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية التعلمية.
- توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة يكسب الطلبة كفايات تؤهلهم ليصبحوا منتجين للمعرفة.
دوركم في دعم الاقتصاد المعرفي واضح يتمركز في دوركم مع طلبتكم لإعدادهم للعيش والعمل بنجاح في المجتمعات المعرفية.
سنختم هذا المقال بجملة من النصائح التي نقدمها لكم لتعزيز دوركم في دعم الاقتصاد المعرفي وهي على النحو الآتي:
- اسعوا إلى تحقيق التعلم الفعال من خلال تفعيل مشاركة طلبتكم واستخدام أساليب وطرق التعليم المختلفة لتتوافق مع الحاجات المتنوعة لهم وتراعي الفروق الفردية فيما بينهم.
- وظفوا مواقف من حياتكم وحياة طلبتكم اليومية لكي تسهلوا تعلمهم من خلال ربط واقعكم وواقع طلبتكم بما يتعلموه والبناء عليه مستقبلًا.
- لا تقفوا عند مستويات التفكير الدنيا ووجهوا أنظاركم إلى المستويات العليا والمتقدمة للتفكير ويكون ذلك من خلال طرح الأسئلة المتنوعة التي تراعي مستويات التفكير المتقدمة وإعطاء وقت أكبر لمناقشة الأنشطة التي يندمج فيها طلبتكم والتنويع في المهمات المقدمة لهم. وهنا لا بد لنا أن نُذكركم بالمهمات والأسئلة التأملية لما لها من دور كبير في تعزيز مهارات التفكير لدى طلبتكم.
- وظفوا أدوات التكنولوجيا المتنوعة وتطبيقاتها المختلفة في تعليم طلبتكم.
- عززوا العمل الجماعي بين طلبتكم وركزوا على مهاراتهم الشخصية فأنتم اليوم تُعدّون عمال المعرفة للغد.
المراجع
المراجع
- أبو بيدر، محمد (2017). دور الاقتصاد المعرفي في تطوير النظام التربوي في الأردن. رسالة دكتوراة غير منشورة. إربد. جامعة اليرموك.
- خلف، فليح (2015). اقتصاد المعرفة. عمان. عالم الكتب الحديثة.
- جابر، جابر عبد الحميد (2016). استراتيجيات التدريس والتعليم (ط5). القاهرة. دار الفكر العربي.